منتديات سبعاوى كول
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 موضوع: كلكم لادم وادم من تراب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 104
تاريخ التسجيل : 10/04/2011

موضوع: كلكم لادم وادم من تراب Empty
مُساهمةموضوع: موضوع: كلكم لادم وادم من تراب   موضوع: كلكم لادم وادم من تراب Icon_minitimeالجمعة مايو 06, 2011 11:54 pm

الخطبة
الأولى :

إن الحمد
لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا . من يهده
الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد
أن محمداً عبده ورسوله .

( يا أيها
الذين أمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) . " سورة آل
عمران ، الآية : 102 "

( يا أيها
الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما
رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان
عليكم رقيباً ) " سورة النساء ، الآية : 1 "

( يا أيها
الذين أمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً (70) يصلح لكم أعمالكم ويغفر
لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً (71) ) " سورة
الأحزاب ، الآيتان : 70،71 "

أما بعد :

فإن الناس
مازالوا منذ أذن فيهم إبراهيم عليه السلام بالحج ، يفدون إلى بيت الله
الحرام في كل عام ، من أصقاع الأرض كلها ، وأرجاء المعمورة جميعها ، مختلفة
ألسنتهم ، متباينة بلدانهم ، متمايزة ألوانهم ، يفدون إليه وأفئدتهم ترف
إلى رؤيته والطواف به ، الغني القادر والفقير المعدم ، ومئات الألوف من
هؤلاء ، يتقاطرون من فجاج الأرض البعيدة ، تلبيةً لدعوة الله ، التي أذن
بها إبراهيم عليه السلام ، منذ سنين عديدة .

أيها
المسلمون : إنه ليس من المستغرب أن يذكر المسلم شيئاً من قصة إبراهيم خليل
الرحمن وشيخ الأنبياء ، مع قومه المجرمين الظالمين ، فعن عائشة رضي الله
عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اقتلوا الوزغ ، فإنه كان
ينفخ النار على إبراهيم ) وفي رواية لأحمد : ( إن إبراهيم لما ألقي في
النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ ، فإنه جعل ينفخها عليه ) .

سبحانك
يارب ، أي دين هذا الذي هديتنا إليه ، ورزقتنا اتباعه أية مشاركة تلك
المشاركة ، التي أوجدها الإسلام بين أفراده ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!

منذ مئات
السنين ، وكلما رأى المسلمون وزغاً سارعوا إلى قتله . لماذا ؟ أمن أجل أنه
دويبة صغيرة فإن الدواب الصغار كثير ، ولم نؤمر بقتلها جميعاً ، أم من أجل
أنه يلحق بالحشرات الضارة ، فإن الحشرات الضارة لا تحصى ، إذا‌‌‌ً من أجل
ماذا ؟ من أجل أنه كان ينفخ النار على أبينا إبراهيم عليه السلام ، ولأجل
أن عدو إبراهيم إنما هو عدو لكل مسلم ، وسيبقى المسلمون على ذلك حتى يبعث
الله الأرض ومن عليها ، فلا ود ولا محبة لأعداء الدين ، ولو كانوا حشرات
صغيرةً كالأوزاغ .

إذا‍ً ،
فالمسلمون كالجسد الواحد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى
والسهر ، وبذلك يصير الدين الخالص أساس أخوة وثيقة العرى ، تؤلف بين أتباعه
، في مشارق الأرض ومغاربها ، وتجعل منهم على اختلاف الأمكنة والأزمنة ،
وحدة راسخة الدعامة ، شامخة البناء ، وهذه الوحدة هي روح الإيمان الحي ،
ولباب المشاعر الرقيقة ، التي يكنها المسلم لإخوانه ، حتى إنه ليحيا بهم
ويحيا معهم وكأنهم أغصان انبثقت من دوحة واحدة . إن الأثرة الغالبة آفة
الإنسان ، وخدش فضائله ، إذا سيطرت نزعتها على امريء محقت خيره ، وأحيت شره
، وحصرته في نطاق ضيق خسيس ، لا يعرف إلا نفسه ، ولا يهتاج بالفرح أو
الحزن إلا لما يمسه من خير أو شر ، أما الدنيا العريضة ، والألوف المؤلفة
من البشر المسلمين ، فهو لا يعرفهم إلا في حدود ما يصل إليه عن طريقهم ،
ليحقق آماله أو يثير مخاوفه .

وقد حارب
الإسلام هذه الأثرة الظالمة بالأخوة العادلة ، فمن حق أخيك عليك أن تكره
مضرته ، وأن تبادر إلى دفعها أما أن تكون ميت العاطفة ، قليل الاكتراث –
لأن المصيبة وقعت بعيداً عنك ، فالأمر لا يعنيك – فهذا تصرف لئيم ، وهو
مبتوت الصلة بمشاعر الأخوة العامرة ، التي تمزج بين نفوس المسلمين فتجعل
الرجل يتأوه للألم ينزل بأخيه .

أيها
المسلمون : إن الحجاج إذ يستبدلون بزيهم الوطني زي الحج الموحد ، ويصبحون
جميعاً بمظهر واحد ، لا يتميز شرقيهم عن غربيهم ، ولا عربيهم عن عجميهم ،
كلهم لبسوا لباساً واحداً وتوجهوا إلى رب واحد ، بذكر واحد : لبيك اللهم
لبيك لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ،
وتراهم وقد نسو كل الهتافات الوطنية وخلفوا وراءهم كل الشعارات القومية ،
ونكسوا كل الرايات العصبية ، ورفعوا راية واحدة هي راية لا إله إلا الله ،
محمد رسول الله ، يطوفون حول بيت واحد ، مختلطةً أجناسهم وألوانهم ولغاتهم ،
يؤدون نسكاً واحداً إن الإسلام يوم شرع الحج للناس ، أراد فيما أراد من
الحكم ، أن يكونوا أمةً واحدة ، متعاونةً متناصرة ، متآلفة متكاتفة ، كمثل
الجسد الواحد .

وبهذه الصفة
وتلك الجموع يقرر الإسلام أنه ليست هناك دواع معقولة ، تحمل الناس على أن
يعيشوا أشتاتاً متناحرين ، بل إن الدواعي القائمة على الطريق الحق ، تمهد
للمسلمين مجتمعاً متكافلاً تسوده المحبة ، ويمتد به الأمان على ظهر الأرض ،
والله عز وجل رد أنساب الناس وأجناسهم إلى أبوين اثنين ، ليجعل من هذه
الرحم ، ملتقى تشابك عنده الصلات ، وتستوثق العرى . ( يا أيها الناس إنا
خلقنكم من ذكر وأنثى وجعلنكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ) " سورة الحجرات ،
الآية : 13 " . إنه التعارف لا التفاخر ، والتعاون لا التخاذل ، فأما
اختلاف الألسنة والألوان . واختلاف الطباع والبلدان ، فتنوع لا يقتضي
النزاع والشقاق ، بل يقتضي التعاون للنهوض بجميع التكاليف ، والوفاء بجميع
الحاجات .

وليس للون
والجنس واللغة والوطن ، وسائر المعاني من حساب في ميزان الله ، إنما هنالك
ميزان واحد ، تتحدد به القيم ، ويعرف به فضل الناس ( إن أكرمكم عند الله
أتقاكم ) " سورة الحجرات ، الآية : 13 " والكريم حقاً هو الكريم عند الله ،
فهو يزنكم عن علم وخبرة (إن الله عليم خبير ) " سورة الحجرات ، الآية : 13
" .

وأخوة الدين تفرض التناصر بين المسلمين ،
لا تناصر العصبيات العمياء ن بل تناصر المؤمنين المصلحين لإحقاق الحق
وإبطال الباطل ، وردع المعتدي وإجازة المهضوم ، فلا يجوز ترك مسلم يكافح
وحده في معترك ، بل لا بد من الوقوف بجانبه على أي حال لإرشادة إن ضل وحجزة
إن تطاول ، والدفاع عنه إن هوجم ، والقتال معه إذا استبيح ، وذلك ، معنى
التناصر الذي قرره الإسلام ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( انصر
أخاك ظالماً أو مظلوماً ) " رواه البخاري وغيره " .

ومما اتخذه
الإسلام لصيانة الأخوة العامة ، ومحو الفروق المصطنعة ، توكيد التكافؤ في
الدم والتساوي في الحق ، وإشعار العامة والخاصة بأن التفاخر بالأنساب
والألوان والأجناس أمر باطل " لأن الكل من أدم وأدم من تراب " فما يفضل
المسلم صنوه إلا بميزة يحرزها لنفسه بكده وجده ، ألا وهي التقوى ، فمن لا
تقوى له ، لم ينفعه أسلافه ولو كانوا تقاة الدنيا .

أيها
المسلمون : لقد كان كل شيء يهون على كفار قريش ، إلا تحطيم الفخر بالأنساب ،
والاغترار بالآباء والأجداد ، وما كان يخفى عليهم ما في عقائدهم من سخف ،
ولم يخف عليهم أن ما يدعوهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم خير مما هم عليه
من عقيدة ، ولكنهم كانوا يدفعونها بكل ما يملكون من قوة .. لماذا ؟ وما هو
السبب ؟ لأن ما يدعوهم إليه محمد صلى الله عليه وسلم فيه تحطيم لسيادتهم
وفوارقهم واعتزازهم بأنسابهم . فقد كانت جمهرة الحجيج تقف بعرفات وتفيض
منها ، أما قريش .. فكانت تقف بالمزدلفة ومنها تفيض ، فجاء محمد صلى الله
عليه وسلم وهو من أشراف قريش يقف بعرفات ، ويأمر الله قريشاً فيقول : ( ثم
أفيضوا من حيث أفاض الناس ) " سورة البقرة ، الآية : 199 " تحقيقاً
للمساواة بين المسلمين .

وكان الرجل
من أشراف قريش يأنف أن يزوج ابنته أو أخته من الرجل العربي من عامة الناس ،
فجاء محمد صلى الله عليه وسلم – وهو من قريش – فزوج ابنة عمه زينب بنت جحش
من مولاه زيد وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( يا بني بياضة ،
أنكحوا أبا هند ، وأنكحوا إليه ) " رواه أبو داود والحاكم بسند جيد " وكان
حجاماً رضي الله تعالى عنه .

وبهذا كله
.. يقف الإسلام فريداً بين جميع أنظمة الدنيا، التي عرفها البشر قديماً
وحديثاً . ويقف الإسلام . فريداً في مداراته لجميع أسباب النزاع والخصومات
في الأرض ، وإرخاصه لجميع القيم التي يتكالب عليها الناس ، ليرفع لواء
ضخماً واحداً ، يتسابق الجميع ليقفوا تحته ، ألا وهو لواء التقوى ؛ الذي
رفعه الإسلام لينقذ البشرية من أخطبوط العصبية للجنس ، والعصبية للأرض
والعصبية القبلية ، بل والعصبية ضد الرق ليقول صلى الله عليه وسلم ( من قتل
عبده قتلناه ، ومن جدع عبده جدعناه ، ومن أخصى عبده أخصيناه ) " رواه أحمد
والأربعة " وينقذ البشرية من عصبية الرجل ضد المرأة ، في الوقت الذي كانت
الجاهلية تئد فيه البنات ، فيقول الله عز وجل : ( وإذا الموءودة سئلت (Cool بأي ذنب قتلت )" سورة التكوير ، الآيتان : 8 ، 9 " ويقول (
للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن ) " سورة النساء ، الآية :
32 " قال صلى الله عليه وسلم : ( ألا إن كل شيء من أمر الجاهلية . تحت
قدمي موضوع ) " رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وغيرهم .

أقول قولي
هذا وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو
الغفور الرحيم .

الخطبة
الثانية :

الحمد لله
على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده
لا شريك له تعظيماً لشأنه ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، الداعي إلى
رضوانه ، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وأصحابه .

أما بعد :

فيا أيها
المسلمون : إنه في الوقت الذي جاء الإسلام فيه محارباً للعصبية ، ومبطلاً
لها ، لم يترك باباً من أبوابها إلا أغلقه ، ولا نافذةً من نوافذها إلا
طمسها ، سوى عصبية واحدة ، ذات صفة محمودة ، وطبع مندوب ، ألا وهي العصبية
للدين والعقيدة الصحيحة ، فلا توالي إلا في الدين ، ولا تعادي إلا فيه ،
تحب من أحبه ولو كان أبعد بعيد ، وتبغض من أبغضه ولو كان أقرب قريب ، لا
تغضب إلا لله ولا تنتصر إلا لله ، لله وحده ، واعلموا أيها المسلمون ، أن
من لم يحمل شيئاً من ذلك ، فهو ممقوت عند الله ، منبوذ بين المسلمين تنفر
منه الطباع السليمة ، والقلوب المؤمنة ، لا يحلو له طعام ، ولا يهنأ له
شراب ، ولا يجد أثر السعادة ، ولا يذوق حلاوة الإيمان ، فهو نطيحة متردية .
نعوذ بالله من ذلك .

ثم اعلموا
أيها المسلمون أنكم وإن وفقتم لنزع العصبية الجاهلية من قلوبكم ، وطهرتم
منها مجتمعكم فلن تسلموا من عصبية كبرى خارجة عن إرادتكم ، وهي ليس بأيديكم
، ولا يمكن لمسلم ولا مسلمة أن يعيش على هذه البسيطة ، إلا وينال من
بلائها ويذوق من مرارتها ، إنها عصبية الكفار لكفرهم ، تلكم العصبية التي
تغلي في نفوسهم ضد المسلمين ، والتي لم يسلم منها أحد حتى رسول الله صلى
الله عليه وسلم ، فهذه العصبية باقية إلى قيام الساعة ، لا تنطفئ نارها ،
ولا ينام أربابها ، وربما تقنعوا بأقنعة كثيرة لتغطيتها ، إلا أنها لا تخفى
على ذي لب من المسلمين .

وهي وإن
علت تارةً ، وانخفضت أخرى ، إلا أنها في هذا العصر ، قد كشرت عن أنيابها ،
وشمرت عن سواعدها ، فلم تعد تلكم الأقنعة ، تجدي ، ولم يبق لذلك التلون من
سبيل ، إذا لم يبق إلا أن أعلنوها صريحةً واضحة ، وهذا الإعلان ، وتلكم
الصراحة لم تكن بخط اليد ، ولا بنطق اللسان فحسب ، بل بنطق الدماء ، وبكاء
الثكالى ، وأنين الأيتام إنه الدم المسلم المراق .

فا تقوا
الله أيها المسلمون ، وصلوا على من أمركم بالصلاة عليه فقال عز من قائل
عليم ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين أمنوا صلوا عليه
وسلموا تسليماً ) " سورة الأحزاب ، الآية : 56 " .

اللهم انصر
دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين .

اللهم فرج
هم المهمومين من المسلمين ، ونفس كرب المكروبين ، واقض الدين عن المدينين ،
واشف مرضانا ومرضى المسلمين . برحمتك يا أرحم الراحمين .

ربنا آتتا
في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار .

عباد الله
اذكروا الله العظيم يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله
يعلم ما تصنعون .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sabawycool.hooxs.com
 
موضوع: كلكم لادم وادم من تراب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» موضوع: هل لكم قلوب ؟
» موضوع: المحبة في الله
» موضوع: المحبة في الله
» موضوع: المحبة فى الله
» موضوع: المحبة فى الله

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سبعاوى كول :: سبعاوى الإسلامى :: سبعاوى الخطب والدروس الإسلامية-
انتقل الى: